الحالات التي نعالجها

عشر خرافات حول لقاحات كوفيد

الخرافة الأولى. لقاحات كوفيد ليست آمنة بما أنه قد تم تطويرها خلال مدة زمنية ضيقة.

إن معظم اللقاحات المستخدمة حالياً قد تم تطويرها منذ حوالي خمسين عام عندما كانت لدينا كمبيوترات بطيئة وميزانيات محدودة لإجراء الأبحاث، أما اليوم فإن اللقاحات يتم تطويرها بشكل أسرع بفضل الكمبيوترات المتطورة فائقة السرعة والأبحاث المشتركة والاجتماعات التي تتم عبر منصة zoom بين خبراء من مختلف أنحاء العالم والتمويل الحكومي الذي يُقدّر بمليارات الدولارات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المطبقة في مجال المعلوماتية الحيوية لتوجيه الأبحاث الجينية والتطبيقات الحكومية الإلكترونية المبسطة، وسرعة إجراء المراجعات وإعطاء الموافقات مما يجعل عملية تطوير اللقاحات أسرع دون تجاوز أو تخطي أي من متطلبات الأمان.

الخرافة الثانية. لقاح فايزر أكثر فعالية من اللقاح الصيني.

زعمت البيانات الأخيرة من البرازيل أن لقاح Sinovac Biotech فعال بنسبة 53% فقط ضد كوفيد بينما أظهرت البيانات التي تم جمعها في دولة الإمارات أن اللقاح ناجح بنسبة 87%. الحقيقة هي أن لقاح Sinovac Biotech هو على الأرجح لقاح جديد وقد يكون مختلف عن لقاح Sinopharm، وبالإضافة إلى ذلك فإن مساحة البرازيل أكبر بحوالي 100 مرة من مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا تتمتع المناطق الريفية فيها إلا بعدد محدود جدًا من الطرق ومرافق التخزين (معدات التبريد المتنقلة التي تحافظ على درجة الحرارة) المطلوبة للتعامل مع اللقاح الصيني. علاوة على ذلك، فإن نسبة عدد الأشخاص فوق سن الـ 65 في البرازيل أكبر بخمس مرات بالمقارنة مع عددهم في دولة الإمارات ومن المعروف أن كبار السن لديهم استجابة مناعية أضعف وقد يحتاجون إلى جرعة لقاح ثالثة.

تعرّض اللقاح الصيني الذي تم تصنيعه في مدينة ووهان والتي يُعتقد أنها البؤرة الأصلية لانتشار الفيروس لبعض مشكلات مراقبة الجودة المحرجة بالإضافة إلى موضوع كواشف فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) التي تم إرسالها إلى أوروبا ثم تم طلب سحبها. هنا يجب توضيح أمر هام وهو أن دولة الإمارات لديها فقط لقاح Sinopharm الفعال والآمن والذي تم تصنيعه في بكين (Beijing).

قد يحتاج بعض المرضى إلى جرعة ثالثة خاصة إذا كانوا كبار السن. لا توجد دراسات حتى الآن لإثبات سلامة أخذ اللقاحات الصينية إلى جانب لقاحات فايزر.

الخرافة الثالثة. اللقاح الصيني أكثر أمانًا من لقاح فايزر (لأنه لا يغير جيناتك)

يعد كل من اللقاحين آمن للاستخدام، فالحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المستخدم في لقاح Pfizer مغلف بوسط عازل ولا يدخل نواة الخلية حيث توجد المادة الجينية وبالتالي لا يمكن أن يغير جيناتك، وقد ثبت أن هذه التقنية آمنة حيث تم استخدامها في العلاج الموجّه للخلايا السرطانية على مدار السنوات العشر الماضية.

كلا اللقاحين يشتركان في نفس الآثار الجانبية المؤقتة التي تستمر ليومين أو ثلاثة أيام بعد حقن اللقاح، وهي تشمل الشعور بألم خفيف في موقع الحقن، وإسهال معتدل، والتعب أو الأرق. تحمل لقاحات Pfizer خطرًا إضافيًا للإصابة بشلل مؤقت في العصب الوجهي (شلل بيل) الذي يسبب تهدلاً غير متماثل في طرف الفم، لكنه يزول تمامًا في غضون 2-4 أسابيع.

الخرافة الرابعة. ليست هناك حاجة لاستشارة طبيبك أولاً قبل التطعيم.

من المستحسن مراجعة طبيبك أولاً لتقييم ما إذا كنت مرشحًا جيدًا لتلقي اللقاح وتحديد اللقاح الأفضل لك، فعلى سبيل المثال يجب أن تنتظر ثلاثة أشهر من آخر إصابة بفيروس كوفيد، وشهرين بعد لقاح الإنفلونزا، ولا ينبغي أن تأخذ اللقاح إذا كنت تعاني من أمراض مسببة لنوبات الاختلاج العصبية، أو نقص المناعة، أو السرطان، أو اضطرابات النزف، أو ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو السكري غير المنضبط، وإذا كان عمرك أقل من 18 عامًا.

قد يحتاج كبار السن إلى حقن فيتامين دال بالعضل لأن قدرة الامتصاص في أجسامهم قد تكون منخفضة وبالتالي قد لا يكون اللقاح فعالًا. من المهم أيضًا فحص مستوى فيتامين D في الدم والذي عادةً ما يكون منخفضاً ونحاول زيادته إلى المستوى المثالي (وليس المستوى المتوسط أو المقبول). تجدر الإشارة إلى أن فيتامين D مهم لصحة العظام والذاكرة الجيدة والوقاية من الاكتئاب والانتحار.

الخرافة الخامسة. انتظار حدوث مناعة القطيع هو الخيار الأكثر أماناً

تتوقع منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة أن مناعة القطيع لن تكون فعالة حتى يتم تحصين 70% من السكان بشكل كامل (ثمانية وعشرون يومًا بعد الجرعة الثانية). بمجرد أن يتم التحصين الكامل، يصبح خطر الإصابة بكوفيد أقل بكثير، وإذا أصبت به، فعادةً ما تكون العدوى أكثر اعتدالًا ويحدث بعدها الشفاء بشكل تام. لا تبدأ معظم الأجسام المضادة في التكوين إلا بعد أسبوعين من الجرعة الثانية وتبلغ ذروتها بعد 28 يومًا من الجرعة الثانية. يمكن أن يصاب الأشخاص الملقحون بالعدوى مرة أخرى إذا تعرضوا للعدوى في وقت أبكر من 28 يومًا بعد الجرعة الثانية.

الخرافة السادسة. اللقاحات ليست آمنة للنساء الحوامل والمرضعات ومن ثم فهي تؤثر على الخصوبة

نظرًا لاحتمال المطالبة بالتعويض المادي والذي يمكن أن يؤثر على الشركات المصنعة بالمليارات، لا توصي هذه الشركات مطلقاً بأخذ باللقاحات أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية. ينطبق هذا الأمر على معظم اللقاحات، إن لم يكن كلها، مثل لقاحات النكاف والدفتيريا حيث يستحيل إثبات أن الإعاقة الجسدية أو العقلية التي تظهر بعد سنوات من الولادة لم تكن ناجمة عن التطعيم. ومع ذلك، لا يوجد أي تأثير على الإطلاق على القدرة على إنجاب الأطفال في المستقبل.

الخرافة السابعة. لقاحات كوفيد ليست آمنة إذا كنت قد خضعت لحقن مواد مالئة (فيلر) لأسباب تجميلية

يعتبر حقن المواد المالئة (الفيلر) لأسباب تجميلية في الوجه أو الجسم من أشهر عمليات التجميل في العالم. بعد مئات الآلاف من حقن لقاح كوفيد في الولايات المتحدة الأمريكية على المرضى الذين سبق لهم الحصول على حقن مواد مالئة لأسباب تجميلية، كان هناك عدد قليل من ردود الفعل التحسسية التي تتطلب حقنة مضادة للحساسية في العيادة. لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية دائمة، ولا يوجد أي حاجة للذهاب إلى المستشفى للعلاج.

الخرافة الثامنة. إذا كنت شابًا، فلا داعي للقلق.

من الصحيح أن معدل الوفيات منخفض، لكن لا يزال من الممكن أن تصاب بأعراض شديدة بسبب الفيروس وخاصة مع الطفرات الجديدة. علاوة على ذلك، قد يعاني بعض المرضى من انخفاض دائم في قدرتهم على التحمل البدني والنفسي والإصابة باضطرابات النوم طويلة الأمد.

الخرافة التاسعة. تطبيقات تتبع اللقاحات (Tracking apps) مصممة للتجسس عليك.

الحقيقة هي أن Apple و Google يقومان بذلك بالفعل ومنذ سنوات طويلة ويبيعان بياناتك ولا يمكنك فعل الكثير حيال ذلك. علاوة على ذلك، أتوقع أن تصبح اللقاحات إلزامية لركوب الرحلات الجوية الدولية أو الذهاب إلى العمل أو المدارس. لذلك، قد يكون من الأفضل أن تأخذ اللقاح الآن وتستفيد من الحماية التي يوفرها بدلاً من أخذه لاحقًا.

من الضروري ان تعلم أن اللثقاح الصيني لا زال غير معتمد بالنسبة لكثير من شركات الطيران الاجنبية في حين أن لقاح فايور معتمد من جميع شركات الطيران. في حال أخذ اللقاح الصيني فإنه لا زال مطلوب منك إجراء فحص PCR قبل الرحلات الدولية.

الخرافة العاشرة. الإحصاءات الحكومية تؤثر على كراسي السياسيين ولا يمكن الوثوق بها.

هذا صحيح بالنسبة للعديد من البلدان حول العالم. ومع ذلك، كانت دولة الإمارات نموذجًا للشفافية وقادتها الأكثر كرمًا في العالم. وفي حين أن الإمارات تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سباق التطعيم، فقد أعلنت اليوم وبكل شفافية أنها سجلت أعلى عدد يومي حتى الآن بأكثر من 3000 حالة جديدة. إن اللقاح متاح مجانًا في أكثر من 171 موقعًا في دولة الإمارات المحدودة المساحة نسبيًا، وإذا كنت مسنًا أو مريضًا أو من أصحاب الهمم، فإن وزارة الصحة ووقاية المجتمع سترسل فريقًا إلى منزلك للحصول على اللقاح مجانًا.

الدكتور مازن صواف (دكتور ماكس)

استشاري التخدير والعناية المركزة

جامعة بوسطن

المؤسس والرئيس التنفيذي لمراكز ومستشفيات نوفومد

جميع المواد محفوظة بحقوق النشر لدكتور صواف، 15 يناير 2021