الحالات التي نعالجها

كيف أختار جراح تجميل موثوق به؟

تضم إمارة دبي العدد الأكبر من حيث عمليات التجميل الجراحية على الصعيد العالمي، ولم يزد هذا الكم الهائل الأفراد الذين يرغبون في الخضوع لعملية تجميلية إلا حيرة، فمن البديهي أن لا يقع الاختيارعلى جراح تجميل معين لمجرد أنه يقدم خدمات الجراحة التجميلية بأسعار مخفضة، وإلا فإنك ستضطر لسداد ثمن مضاعف في وقت لاحق لتصحح ما أفسده الثمن الرخيص. أظهرت الدراسات التي أجرتها الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل إن كثيرين بدؤوا يستندون في قرار اختيار جراح التجميل إلى شهرة الجراح على منصات التواصل الاجتماع، وكثيراً ما يقدم جراح التجميل إما خدمات مجانية أو مقابل مبالغ طائلة لكي يقوم المشاهير والشخصيات النافذة على مواقع التواصل الاجتماعي بالترويج له وهم لا يعرفون بأنه جراح غير ماهر.

قد تلعب التوصيات والسمعة الموثوقة أو التقنيات المعتمدة دوراً بارزاً في تحديد الخيار الأفضل، إلا أن ذلك ليس كافياً. فقد تكون هنالك حاجة إلى التقصي عن الخلفية المهنية والعلمية للطبيب، وتقييمها بشكل عميق أثناء الاستشارة الأولية.

قبل أن نتحدث عن المهارات والتدريب الذي خضع له جراح التجميل، هناك أمران أساسيان يجب أخذهما بعين الاعتبار. أولا يجب أن يتمتع جراح التجميل بحس فني، وإلا فإنه سيتغاضى عن الشكل الجمالي للجسم، ليركزعلى العلم التشريحي فقط، إذ لم تعد تقتصر الجراحات التجميلية الناجحة على مهارات الطبيب الجراحية أو التشريحية، بل غدت علماً قائماً على ابتكار السبل لإبراز علامات الجمال المخفية. وفضلا عن ذلك، يجب أن يكون الجراح مدركاً لحقيقة اختلاف المعاييرالجمالية من ثقافة إلى أخرى، لذا عليه أن يأخذ الاختلاف الثقافي والعرقي بعين الاعتبار قبل أن يشرع في تنفيذ أي إجراء.

احرص على أن لا يستعجلك الجراح أثناء الاستشارة، وأن يقضي معك وقتا كافياً لمناقشة مخاوفك بشكل مرضي، وكافة البدائل الجراحية وغير الجراحية المتوافرة، والتوصل للحلول التي تتناسب مع وضعك الصحي بكافة جوانبه. وإذا ما قررت الخضوع إلى الجراحة، فيجب عليك تقييم نطاق معرفة الجراح في الأجراء المقرر تنفيذه ، فقد أصبح من الضروري أن يتمتع جراح التجميل بخبرة واسعة تمكنه من اختيار الإجراءات التجميلية الأنسب لكل حالة على حدة، عوضاً عن الاكتفاء بتبني طرق تقليلدية لمختلف الحالات لكونه ملماً بتفاصيلها.

فإجراء تجميل الصدر على سبيل المثال، قد ينطوي على خيارات عديدة، وقد يلجأ جراح التجميل لحقن الصدر بالدهون الذاتية أو قد يكتفي بزرع الحشوات أو أنه قد يجمع بين الاجرائين. يمكن لإجراء شد الصدر أن يترافق مع تكبيره. وقد يتم زرع الحشوة إما خلف العضلة الصدرية الكبيرة أو خلف نسيج الثدي وأمام العضلات. وتجدر الإشارة هنا أن مقاس الحشوة يختلف باختلاف حجم الصدر وشكله.

كما يجب التأكد أن جراح التجميل ملم بكافة المستجدات والتطورات في كل ما أثبتت فعاليته من تقنيات أو طرق جراحية، إذ أصبحت الجراحة التجميلية تعتمد في المقام الأول على الأجهزة ذات التقنيات الحديثة التي تحقق نتائج أقرب منها للمثالية في أقل وقت ممكن. ومن الضروري جداً أن يتمتع جراح التجميل بخبرة واسعة في مجال تخصصه، لكي يتمكن من توظيف خبرته على النحو الأفضل في استخدام التقنيات الحديثة بما يحقق الأهداف المرجوة بأقل قدر من المضاعفات. وتبقى النصيحة الصادقة هي الأهم، فإذا ما كان وضعك لا يستدعي أي تدخل جراحي يجب أن تكون على علم بذلك لتمارس حقك الطبيعي في اختيار الخطوة التالية واتخاذ القرار الصائب. تجدر الإشارة إلى أنه من الضروري أن تشعر بالراحة والطمأنينة للجراح الذي تنوي أن تضع سلامتك بين يديه.

د. سحر القزاز

أخصائية الجراحة التجميلية الترميمية