الحالات التي نعالجها

هل اتخذت دبي قراراً صائباً؟

دبي تمنع إجراء الجراحات الاختيارية وتلغي الأنشطة الترفيهية بالتزامن مع الارتفاع في عدد حالات كوفيد

دخل قرار تأجيل عدد محدد من الجراحات حيز التنفيذ في الثاني والعشرين من شهر يناير وهو قابل للتمديد.

وصل عدد الحالات اليومية المسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى رقم قياسي (3,506 حالة) في العشرين من يناير وهو الأعلى في منطقة الخليج العربي.
أصدرت دائرة السياحة بدبي تعميمًا بتعليق الأنشطة الترفيهية في الفنادق والمطاعم بعد تسجيل زيادة في مخالفات الاحتياطات الإلزامية للوقاية من فيروس كورونا.

ليس من الحكمة أن تقوم مدينة دبي، والتي تعد مركزًا دوليًا للسفر والسياحة والمعارض، أن تتحمل تبعات الإغلاق بشكل كامل، وكذلك الأمر بالنسبة لشركاتها ومطاعمها.

إن الإغلاق غير ضروري في دبي، ويمكن أن يؤثر سلبًا على صحة سكانها حيث تزيد المصاعب الاقتصادية من حالات الإفلاس الشخصية والتجارية وأعباء الديون وتزيد من القلق والاكتئاب الذي يضعف جهاز المناعة، وهو عامل رئيسي في مكافحة فيروس كورونا.

غادر 1.3 مليون هندي مدينة دبي خلال العام الماضي وعاد 1.15 مليون إلى الإمارات العربية المتحدة معظمهم إلى دبي، وقد أحضر الكثير منهم وثائق مزورة لفحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

أصبحت الفنادق تعج بالإسرائيليين والروس والبريطانيين الذين فضلوا الهرب من الطقس البائس في أوروبا والإغلاق الكامل للمطاعم ووسائل الترفيه، وقرروا السفر إلى دبي، موطن ألطف شتاء في العالم، وانضموا إلى الآلاف من السياح المحليين. أصبحت الأجواء في المطاعم وحفلات الزفاف مجنونة بعض الشيء وامتلئت مراكز التسوق بالباحثين عن العروض والصفقات المميزة وهي عوامل ساهمت في نشر السلالة المتحورة القادمة من الخارج.

استجابت حكومة دبي الذكية بسرعة لهذه التداعيات من خلال القيام بالخطوات التالية:

– حصر قبول وثائق فحص PCR الصادرة من الدول الأجنبية على مختبرات ذات مصداقية

– الحد من جنون الحياة الليلية وتجمعات الأفراح والحفلات الغنائية وزيادة مسافات التباعد في المطاعم مع إبقائها مفتوحة.

– الإسراع بحملة التطعيم لتصبح رقم واحد في العالم من حيث نسبة التطعيم للفرد، لتكون الأولى في تحقيق مناعة القطيع.

– زيادة الطاقة الاستيعابية لعدد الأسرة المتوفرة دون إغلاق المستشفيات أو خدمات العيادات الخارجية.

تزيد حكومة الإمارات من استثماراتها الضخمة في البنية التحتية، ولا عجب في أن المستثمرين الأذكياء من الهند والصين وروسيا يراهنون على دبي مرة أخرى، فقد بدأت أسعار العقارات المميزة في الارتفاع، بينما تحاول دول حسودة أخرى اللحاق بالإمارات ومواكبة تقدمها.

جميع الحقوق محفوظة © للدكتور مازن صواف (د. ماكس)