الحالات التي نعالجها

ما هو حنف القدم عند الأطفال، وما هي أسبابه وطرق علاجه؟

حنف القدم هو تشوه خلقي يظهر عند الأطفال حديثي الولادة ويتسبب في التفاف إحدى القدمين أو كليهما للداخل أو للأسفل، بحيث يلتوي باطن القدم للجانب أو لأعلى، مما يؤدي إلى توجيه أصابع القدم نحو القدم الأخرى.

يؤثر حنف القدم على العظام والعضلات والأوتار والأوعية الدموية في قدم الطفل، ويمكن اكتشاف هذه الحالة أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة بأشهر أو أسابيع قليلة، ويتضح التواء القدم عن موضعها الصحيح جلياً بعد الولادة.

يعد الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بحنف القدم من الإناث، ويوصي الأطباء ببدء علاج اعوجاج القدم في مرحلة مبكرة بعد أسبوع أو أسبوعين من الولادة، فعلى الرغم من أن التواء القدم بهذا الشكل لا يسبب ألماً للطفل، إلا أن تركه دون علاج يحد من قدرة الطفل على الوقوف أو المشي، وممارسة الأنشطة البدنية عموماً بسبب تشوه عضلات القدم.

في مقالنا هذا، سنضع بين يديك دليلاً شاملاً حول أسباب إصابة الأطفال بحنف القدم، بالإضافة إلى أعراض هذه الحالة، وطرق علاج القدم الحنفاء.

أسباب الإصابة بحنف القدم

لا يزال السبب وراء ولادة العديد من الأطفال مع حالة شديدة من انحراف عضلات القدم غير معروف تماماً، مع ذلك، تشير الكثير من الدراسات إلى بعض العوامل التي تساهم في إصابة طفلك بحنف القدم، منها ما يلي:

العوامل الوراثية

تبين بعض الدراسات ارتباط العوامل الوراثية بهذا التشوه الخلقي، فإن كنت قد عانيت من بعض التشوهات الخلقية العظيمة أو حنف القدم في طفولتك، فقد تزداد احتمالية ولادة طفلك بنفس هذه المشاكل أو بعضٍ منها.

الممارسات الخاطئة أثناء الحمل

تعد النساء اللواتي يدخن السجائر أو يشربن الكحول أثناء الحمل أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بالقدم الحنفاء، فناهيك عن المخاطر الوراثية التي يتسبب بها التبغ أو الكحول، تؤثر هذه السموم الضارة على مراحل نمو الطفل في الرحم، وبالتالي إصابته بالتشوهات الخلقية.

الاضطرابات العصبية العضلية

تحدث بعض حالات حنف القدم بسبب ضعف إرسال الإشارات العصبية بين الدماغ والعضلات، مما يؤدي إلى شد عضلات وأوتار القدم بدرجات غير طبيعية، وهي حالة شائعة بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي والقيلة النخاعية السحائية والتخثر المفصلي وشلل الحبل الشوكي وغيرها من الحالات.

أعراض حنف القدم

كما تقدم ذكره، قد يتم اكتشاف إصابة الطفل بحنف القدم قبل الولادة من خلال جلسات التصوير بالموجات فوق الصوتية، مع ذلك يقوم أخصائي تقويم العظام بفحص قدم الطفل بعناية بعد الولادة للوصول إلى التشخيص الصحيح، حيث يباشر الأخصائي بثني وتدليك وتمديد القدم في جهات مختلفة لتحديد ما إذا كانت العضلات والأوتار سترتخي بفعل الحركة أم لا. إذا استعادت القدم نطاق حركتها وشكلها الطبيعي، فقد يرجع سبب انحناء القدم إلى ضيق الرحم على الجنين أثناء الحمل.

أما إن بقيت القدم على وضعها دون أن تسترخي أوتار القدم أو تتمدد، فيستدل أخصائي تقويم العظام ببعض الأعراض الأخرى المصاحبة لحنف القدم قبل التشخيص، مثل:

  • أن يكون كعب القدم مائلاً للأسفل، في حين يتجه النصف الأمامي من القدم (مقدمة القدم) إلى الداخل
  • أن تكون القدم المصابة أقصر وأصغر من الأخرى
  • ملاحظة ضيق حبل الكعب (وتر العرقوب)
  • ظهور تجاعيد عميقة في الجزء الداخلي من القدم ومؤخرة الكعب
  • مواجهة ضعف في نمو عضلات ربلة الساق

كيفية علاج حنف القدم؟

هناك طريقتان أساسيتان لعلاج حنف القدم، وتتضمن إحداهما إطالة القدم وإعادة تشكيل بنية العظام، أما الأخرى فتتمثل في الجراحة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن معظم حالات حنف القدم التي تم علاجها مبكراً اكتملت بنجاح دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.

تجبير القدم

بالنسبة لغالبية الأطفال، يعد التجبير، أو ما يُعرف بطريقة “بونسيتي” الخيار الأفضل لتصحيح انحراف القدم، حيث يبدأ العلاج عادةً في غضون الأسبوع الأول بعد الولادة لتسهيل إعادة تشكيل العظام.

باستخدام هذا الأسلوب، يقوم طبيبك أو أخصائي تقويم العظام بمد قدم طفلك إلى أن تصل إلى الموضع الصحيح، ثم تثبيتها من أصابع القدم وحتى أعلى الفخذ بالجبيرة الصلبة لضمان عدم تحركها. تستمر عملية إطالة القدم لعدة أشهر، حيث يقوم الطبيب بخلع الجبيرة كل 4 إلى 7 أيام، وتحريك قدم الطفل ومدها إلى موضعها الصحيح، ثم تثبيتها مجدداً بقالب جديد من الجبيرة.

في بعض الحالات، يضطر الطبيب إلى إزالة جزء من وتر العرقوب الذي يربط الكعب بعضلة ربلة الساق للسماح للوتر بالنمو إلى طوله الطبيعي.

ارتداء المشدات

بعد تجبير القدم كما هو مذكور آنفاً، سيتعين على طفلك ارتداء المشدات لعدة سنوات لمنع اعوجاج القدم مرة أخرى، حيث ينبغي ارتداء مشد القدم على مدار الساعة لمدة تصل إلى 3 أشهر، ثم يتعين على طفلك ارتداؤها خلال ساعات الليل للحد من حركة القدم لمدة 2 إلى 4 سنوات.

الجراحة

في حالات التواء القدم المستعصية، يوصي الطبيب بالجراحة لعلاج حنف القدم عن طريق إطالة أوتار القدم، وإعادة تنظيم هيكل العظام والمفاصل لتصحيح الانحراف، ومن المحتمل أن يتم تجبير القدم لبضعة أشهر بعد الجراحة، ثم الاعتماد على الأحذية الداعمة لتثبيت قدم طفلك أثناء فترة التعافي. هذا وقد يحتاج طفلك إلى بعض جلسات العلاج الطبيعي للتخفيف من الآلام، كما تجنب مضاعفات الجراحة.

يمكنك الاطمئنان على صحة طفلك تحت مرافق الرعاية الشاملة التي نوفرها في نوفومد، حيث يمكنك عمل كافة الفحوص التشخيصية للجنين خلال فترة الحمل تحت إشراف طاقم نسائي متمرس في طب النساء والتوليد، كما علاج حالات حنف القدم لدى خبراء العظام والمفاصل الأفضل على مستوى الإمارات في نوفومد.