الحالات التي نعالجها

جنوب أفريقيا تصل إلى 500,000 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد، والإصابات لم تصل إلى ذروتها بعد

اسوشيتد برس

جوهانسبرغ – تخطى عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 في جنوب أفريقيا حاجز الـ 500,000 إصابة في السبت الماضي، وهو ما يُمثّل أكثر من 50% من العدد الكلي لحالات الإصابة بفايروس كورونا المسجّلة في دول أفريقيا الـ 54.

أعلن وزير الصحة زويليني مخيز مساء السبت الماضي عن تسجيل 10,107 حالة جديدة، ليصل العدد الإجمالي للحالات في الدولة إلى 503,290 حالة، بما في ذلك 8,153 وفاة.

تشير إحصاءات جامعة جونز هوبكنز إلى أن جنوب أفريقيا، التي يبلغ مجموع سكانها حوالي 58 مليون نسمة، تمتلك خامس أكبر عدد من الحالات في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والهند وهي دول ذات تعداد سكاني أعلى بكثير. يقول الخبراء بأن الإحصاءات الحقيقية للوباء حول العالم أعلى بكثير من الحالات المؤكدة وذلك بسبب عدد الاختبارات المحدود وغير ذلك من الأسباب.

هل سيصل عدد الحالات إلى 1 مليون قريباً؟

قال دينيس تشوبيرا وهو عالم فيروسات في مدينة ديربان “إن وصول عدد الحالات إلى نصف مليون يُشكّل نقطة تحوّل بارزة لأنه يُظهر أننا قد دخلنا مرحلة زيادة الحالات بشكل سريع، مما يعني أننا قد نصل إلى 1 مليون حالة قريباً جداً.” “الأمر الوحيد الذي نعرفه على وجه اليقين هو أن الأرقام أقل من الواقع وأن هذا الفيروس سيبقى معنا لفترة طويلة”.

تُشكّل مقاطعة جاوتينج في جنوب أفريقيا – والتي تضم جوهانسبرغ، أكبر مدينة في البلاد، والعاصمة بريتوريا – مركز الوباء في الدولة مع وجود أكثر من 35% من الحالات المؤكدة فيها، حيث أصبحت المستشفيات المحلية تكافح لاستيعاب عدد الحالات المتزايد ويقول خبراء الصحة أن البلاد قد تصل إلى ذروة تفشي الوباء في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر.

كانت كيب تاون، وهي المدينة المحبوبة من قبل السياح الدوليين والتي تقع في الطرف الجنوبي للبلاد، المركز الأول للوباء حيث وصل تفشي الإصابات فيها إلى ذروته في الشهر الماضي وفقاً لخبراء الصحة.

قال تشوبيرا، المدير التنفيذي لشبكة أفريقيا جنوب الصحراء للتميز في أبحاث السل وفيروس نقص المناعة البشرية، إن جنوب أفريقيا ستشهد العديد من مناطق التفشي في جميع أنحاء البلاد وكل منها سيُشكّل تحدياً لأنظمة الرعاية الصحية الإقليمية المختلفة.

“شهدت كيب الغربية أول ذروة تفشي للوباء وحققت نتائج جيدة نسبياً في التعامل معه. أما الآن فقد أصبحت مقاطعة جاوتينج المركز الجديد لتفشي الوباء ويبدو بأنها تتعامل مع الوضع بشكل جيد حتى الآن”. يتابع تشوبيرا حديثه “لا تتمتع المقاطعات الأخرى مثل كيب الشرقية وكوازولو ناتال بسمعة جيدة عندما يتعلق الأمر بأنظمة الرعاية الصحية ذات التنظيم الجيد ولذلك فإنها قد تواجه مشاكل خطيرة”.

فرضت جنوب أفريقيا حظراً صارماً في أبريل ومايو ونجح ذلك في إبطاء انتشار الفيروس ولكنه تسبب بأضرار اقتصادية للبلاد مما اضطرها لإعادة افتتاح الأعمال وإزالة الحظر بشكل تدريجي في شهر يونيو.

الركود الاقتصادي قبل الفيروس

كانت جنوب أفريقيا تعيش حالة ركود اقتصادي قبل تفشي فيروس كورونا، حيث تبلغ نسبة البطالة فيها 30%. قدمت حكومة الرئيس سيريل رامافوسا مساعدات للأفراد الأشد فقراً في البلاد وزادت الإمدادات للمستشفيات وقبلت مؤخرا قرضا ًقيمته 4.3 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

يمثّل الفساد في استجابة الدولة للوباء مشكلة متنامية، حيث اضطر كبير مسؤولي الصحة في مقاطعة جاوتينج إلى التنحي بعد ظهور مزاعم فساد متعلقة بالعقود الحكومية للحصول على معدات الوقاية الشخصية للحماية من كوفيد-19.

حذّر رامفوسا من أن مشكلة جنوب إفريقيا مع الكسب غير المشروع تعرّض حياة الناس للخطر الآن أكثر من أي وقت مضى.