الحالات التي نعالجها

إياك وتجاهل الجفاف

بقلم د. رندة الطويل ، ممارس عام

يشكل الماء ما نسبته 60 % من تركيبة الجسم و85% من تركيبة الدم، إضافة إلى إنه يمثل ما نسبته75% من الدماغ و25% من العظام. غالباً ما يصيب الجفاف اثنين من أصل ثلاثة أشخاص لاستهلاكهم الضئيل للسوائل خاصة الماء.

تعتمد كمية الماء التي يتعين تناولها بصورة يومية على عدة عوامل يتمثل أبرزها فيما يلي:

· الحجم: يتوجب عليك شرب كمية معينة من الماء يومياً بما يقاس بالأونصة، ويعادل بمقداره نصف وزنك في الرطل، فإذا ما كان وزنك 200 رطلا على سبيل المثال أو ما يعادل 90 كلغ، يتوجب عليك شرب 100 أونصة من الماء اي ما يعادل 3 لترات على نحو يومي.

· الغذاء: إذا ما كان غذائك قائماً على استهلاك كمية كبيرة من الأملاح والسكريات والأغذية المصنعة، كما هو حالنا اليوم، فيتوجب عليك حتماً شرب كمية كبيرة من الماء.

· تكييف الهواء: يعمل تكييف الهواء على خفض منسوب المياه في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ لمنسوب الماء في الرئتين ومن خلال الجلد.

· النشاط اليومي: إذا ما كنت تقضي يومك جالساً في المنزل فغالباً ما تكن حاجتك للماء أقل بكثيرمن أولئك الذين يقضون وقتهم بالخارج.

· مدرات البول: غالبأ ما تضاعف المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين أو الكحول الرغبة في التبول.

فما إن تبدأ أجسامنا بالتآلف مع الجفاف حتى تفقد إحساس حرمانها من الماء بشكل تدريجي، وتتأثر بذلك الخلايا العصبية في الدماغ، والتي تكون مسؤولة عن تحفيزالعطش، الأمر الذي يجعلها تتوقف عن أداء مهامها مثل إرسال إشارات تنبيهية بضرورة شرب المياه، إذ أنها تصبح غير متجاوبة مع انخفاض مستويات الماء في الجسم.

أثر الجفاف على أجسامنا

غالباً ما ينجم عن قلة شرب الماء تباطؤٌ ملحوظ في عملية الاستقلاب ، إذ أن 16 أونصة من الماء أو ما يعادل 475 مللتراً كفيلة بأن تساهم في تسريع عملية الاستقلاب بنسبة لا تقل عن 30%. لذا، إحرص على شرب الماء قبل تناول الوجبات وأثنائها وبعد الانتهاء منها، خاصة وأن العطش قد يولد رغبة جامحة للإفراط في الأكل.
أما على المدى البعيد، فإن الجفاف يولد جملة من المشاكل والاعتلالات في سائر أعضاء الجسد، يتمثل أبرزها في الإمساك وحموضة المعدة ورائحة النفس الكريهة والرغبة المستمرة في تناول السكريات، إضافة إلى ضعف العضلات وتشنجها وإصابة مفاصل الركبة بالبلى بوتيرة سريعة، والشعور بالتعب والإرهاق على نحو مزمن، فضلا عن ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم، والإصابة الشيخوخة المبكرة وجفاف الجلد وظهور حب الشباب. ويؤدي الجفاف كذلك إلى تشكل الحصى في الكلى، ويعمل على تقليل منسوب تدفق الدم إلى الدماغ فيسفر عنه فقدان في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز وتدني مهارات حل المشاكل وتعكر المزاج، كما أنه قد يجعل منا سائقين متهورين، إذ أنه يُفقد القدرة على التركيز فينتج عن ذلك ردات فعل متأخرة.

كيفية تشخيص الجفاف

عادة ما يتبول الأشخاص الأصحاء من 4 إلى 7 مرات في اليوم، ويتسم البول الطبيعي بلونه الأصفر الذي لا تنبعث منه أي روائح كريهة. وقد يلجأ الطبيب المعالج أحياناً لتحليل البول بفحص فيزيائي مجهري لتحديد ما إذا كان الشخص مصابا بالجفاف من عدمه.

العلاج الأمثل للجفاف

تتمثل أفضل علاجات الجفاف في شرب ماء نقي من قارورة مياه زجاجية أو بلاستكية سميكة، مع العلم أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي والمياه الغازية لا تساعد أبدا في تعويض السوائل التي يفقدها الجسم لكونها مدرات للبول. لذا، تتجلى أمثل طرق الاستعاضة عن كمية السوائل المفقودة في تناول الفاكهة والخضار بقدروافر بفضل سهولة هضمها، مع تجنب شرب العصائر نظراً لعدم احتوائها على الألياف الغذائية اللازمة، فضلاً عن أنها تحفز الشعور بالجوع وتحوي على سكر طبيعي. وتعتبر كذلك استعاضة السوائل عن طريق المعالجة الوريدية من أمثل الحلول وأفضلها، ففي حال إصابة المريض بجفاف حاد يتم اعتماد هذا النوع من العلاج لحقن الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية المخصصة لتنشيط الذاكرة، أو جرعة عالية من فيتامين سي تحت إشراف طبي. وفي حال تم اعتماد استعاضة السوائل المفقودة عن طريق المعالجة الوريدية بجانب علاج إزالة المعادن الثقيلة من الجسم أو ما يعرف بالاستخلاب، فمن شأن ذلك أن يساعد الجسم في التخلص من السموم البيئية المتراكمة.

كم مدة من الوقت يستغرق التخلص من أثر الجفاف؟

قد يستغرق التخلص من أثر الجفاف ما بين أسبوع إلى أسبوعين وذلك حسب شدة الإصابة. لذا إحرص على شرب قدر وافر من الماء في الصباح الباكر وعند بداية وقت الظهيرة كي لا تعاني من النوم المتقطع خلال الليل إثر دخولك للحمام بشكل متكرر ولتحافظ على نشاط عقلك وجسمك خلال اليوم.