يعد مرض سيفير من الأسباب الشائعة لألم الكعب عند الأطفال. تتصف هذه الحالة بالتهاب صفيحة النمو في عظم كعب القدم (العقب) وعادةً ما تحدث الإصابة بهذه الحالة في مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة. يعد الرياضيون الشباب أكثر عرضة للإصابة وخاصة الذين يمارسون رياضات تتضمن الكثير من الجري ككرة القدم أو كرة السلة.
علامات وأعراض الإصابة بمرض سيفير
- شعور بألم خلف و/أو أسفل الكعب يتفاقم خلال و/أو بعد ممارسة الرياضة
- شعور بالضغط أو الشد خلف الكعب
- صعوبة في المشي على كعب القدم
- يمكن أن يستمر الألم لفترات طويلة خلال اليوم
- قد يصبح الطفل غير راغب في المشاركة بالأنشطة الرياضية
- أحياناً يظهر الألم عندما يخطو الطفل خطواته الأولى في الصباح أو بعد فترة راحة طويلة
- يمكن أن يصاب كعبي القدمين في نفس الوقت
ما هو سبب الإصابة بمرض سيفير؟
ينفصل عظم الكعب خلال الفترة بين سن السادسة والسادسة عشر إلى قسمين يفصل بينهما صفيحة نمو غضروفية رخوة (المركز الثانوي للتعظم). يقع هذا النسيج في الجزء الخلفي من الكعب ويفصل بينه وبين وتر أخيل (وتر العرقوب). يقوم الجزء السفلي من صفيحة نمو الكعب بدور صلة الوصل مع اللفافة الأخمصية (الرباط الأكثر أهمية في أخمص القدم). في مرض سيفير، يشد كل من وتر أخيل واللفافة الأخمصية بشد الكعب من الجهتين مما يتسبب بحدوث الألم.
عند ازدياد التوتر والشد في منطقة الاتصال بين جزئي عظم الكعب، فإن صفيحة النمو تتعرض لالتهاب وقد تظهر عليها الأعراض المرتبطة بمرض سيفير. لذلك فإن أي نشاط يسبب شداً زائداً على وتر أخيل أو اللفافة الأخمصية يمكن أن يؤدي للإصابة بمرض سيفير. غالباً ما يكون الشد الزائد في هذه المنطقة ناجماً عن خلل في آلية عمل القدم أو لوجود مشاكل هيكلية في القدم تؤدي إلى التحرك والمشي بشكل غير طبيعي.
العوامل المؤدية إلى تفاقم الحالة
- تقنيات التمرين غير المناسبة والإفراط بممارسة التمارين
- الرياضات التي تتضمن الكثير من الجري أو الانعطافات الحادة أو القفز
- ارتداء الأحذية غير الملائمة
- البدانة
- طفرات النمو السريع
إذا لم تتم معالجة سبب المشكلة فقد تتطور الحالة إلى التهاب وتر أخيل أو التهاب اللفافة الأخمصية.
تشخيص التهاب كعب القدم (مرض سيفير)
– يعد إجراء الفحص السريري ضرورياً لتحديد ما إذا كانت الحالة ناجمة عن سوء محاذاة القدم أو تموضع الجسم بشكل غير مناسب وهي أمور كثيراً ما يتم تجاهلها مما يؤدي إلى تحول المشكلة إلى حالة مزمنة ومضنية. يتم إجراء الفحص الميكانيكي الحيوي بمساعدة حساسات ضغط مزودة بكاميرات ويساعد هذا الفحص في تقييم وظيفة قدمي الطفل وتموضع جسمه عند الوقوف والمشي.
– يجب إجراء تصوير بالأشعة السينية لاستبعاد المسببات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث ألم في الكعب ولتقييم سلامة صفيحة النمو الغضروفية، كما يساعد التصوير بالأشعة السينية في التحقق من محاذاة القدم والتأكد من نمو عظام القدم بشكل طبيعي.
ما الذي يمكن لأخصائي طب القدم فعله لعلاج مرض سيفير؟
1. تقويم عظم أخمص القدم:
يعد تقويم عظم أخمص القدم أمراً ضرورياً عندما تكون الحالة ناجمة عن العوامل الميكانيكية الحيوية. تقوم أجهزة التقويم بتحسين وظيفة عمل القدم عند الطفل وتقلل من التوتر الزائد في صفيحة النمو والناجم عن اللفافة الأخمصية ووتر أخيل. يسرّع تقويم عظم أخمص القدم عملية الشفاء وتمنع عودة الإصابة بالحالة وتسهّل متابعة ممارسة الأنشطة الرياضية.
2. العلاج الطبيعي:
الأربطة الضاغطة: تُستخدم الأربطة الضاغطة في منطقة القدم والساق كحل مؤقت لتخفيف التوتر في صفيحة النمو الناجم عن شد اللفافة الأخمصية ووتر أخيل.
العلاج اليدوي: يتضمن هذا الأسلوب تدليك عظام ومفاصل القدم بلطف للمساعدة بإعادة محاذاتها بشكل صحيح وتخفيف التورّم.
3. تمارين التمدد:
قد يوصي أخصائي طب القدم بممارسة تمارين خاصة تساعد بتحسين حالة المريض.
كيفية الوقاية من مرض سيفير
- إذا أوصى الطبيب أن يقوم الطفل بارتداء أجهزة تقويم للقدم فمن المهم أن يستمر بارتدائها بشكل يومي للوقاية من عودة الإصابة
- يجب استشارة الطبيب عند ظهور أول أعراض الألم لمنع استمرار المشكلة لمدة طويلة
- يجب أن يقوم الطفل بتمارين الإحماء قبل ممارسة الأنشطة الرياضية
- من المهم أن يقوم الطفل بعد ممارسة الرياضة بتمديد وتدليك عضلات الساقين
- يجب أن يقوم الأطفال بتنويع أنشطتهم الرياضية وتخصيص أيام للراحة
- يجب تجنب ارتداء الأحذية المسطحة والتي لا تحتوي على بطانة مناسبة لحماية كعب القدم
التقييم الميكانيكي الحيوي
التقييم الميكانيكي الحيوي هو عملية تُستخدم من قبل أخصائيي طب القدم لتحليل وظائف القدم والأطراف السفلية بشكل عام للكشف عن أي عوامل مسببة لألم أو إصابة القدم. يقوم أخصائيو طب القدم بفحص الأطراف السفلية ومكوناتها العظمية والعضلية بشكل مفرد ومجمل، كما يقومون بتقييم هيكل ووظيفة الأطراف السفلية عند عدم حمل الأوزان وعند الوقوف والمشي، بالإضافة إلى تحريك المفاصل وتقييم جودتها ومداها الحركي وتقييم الأنسجة الرخوة وفحصها بحثاً عن أي مواطن ضعف أو تلف.
يقوم أخصائي طب القدم بفحص مكونات القدم من كافة الزوايا وفحص علاقة هذه المكونات وطريقة ارتباطها مع بعضها للكشف عن أي خلل، كما قد يقوم بإجراء فحص للمشي والذي يتضمن السير على جهاز المشي وتسجيل ذلك بالفيديو.
بعد الانتهاء من إجراء التقييم، سيقوم أخصائي طب القدم بمناقشة النتائج معك ووضع الخطة العلاجية المناسبة. قد تشمل هذه المرحلة ما يلي:
- وصف أجهزة تقويم العظام
- تقديم النصائح حول الأحذية المناسبة
- إدخال تعديلات على الأنشطة التي تمارسها
- الإحالة إلى أخصائي العلاج الطبيعي
- وضع برامج للتمارين المناسبة
- إعداد خطة متوازنة لإعادة تأهيل القدم
- الإحالة لإجراء المزيد من الصور
