الحالات التي نعالجها

دراسة جديدة من هارفرد: مخاطر مشروبات الطاقة أكثر مما قد تتصور!

لطالما حذر الأطباء وأخصائيو التغذية والمعلمون من مخاطر مشروبات الطاقة وخاصة على الأطفال. ورغم أن التحذيرات كانت تطلق في بادىء الأمر بغرض نشر التوعية حول ما تحمله هذه المشروبات من آثار سلبية نظراً لاحتوائها على منسوب عالي من مادة الكافيين ومن السكريات كالسكروز والفركتوز، بيد أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن لمشروبات الطاقة أثر يختلف عن ذلك الذي تولده القهوة المحلاة، إذ إنه بات يرتبط بشكل وثيق بمشاكل القلب والأعصاب والمعدة.

تشكل هذه الظاهرة مشكلة حقيقة في دولة الامارات مع انتشار أمراض السمنة والسكري. ففي دراسات حديثة أجريت حول السلوك الاستهلاكي لطلاب الجامعات لمشروبات الطاقة في أربع جامعات، أظهرت أن 85% من طالبات جامعة الشارقة أي ما يعادل نسبته واحدة من كل خمس طالبات تستهلك مشروبات الطاقة على أنواعها بشكل يومي، ووفقاً للدراسة فقد أفادت الطالبات عن ظهور آثار جانبية تتضمن الصداع وتشوش الرؤية والتوتر والعطش الشديد وصعوبة في النوم. وليزداد الطين بلة كشفت دراسات أجرتها جامعة يال أن استهلاك 710 مليلترمن مشربات الطاقة يسفر عن أضرار في وظائف القلب.

العلاقة بين مشروبات الطاقة ومعدل ضربات القلب ومرض السكري

تشير التقديرات إلى أن 20 ألف حالة زيارة للطوارئ في الولايات المتحدة سنويا تكون مرتبطة بتناول مشروبات الطاقة، ولمعرفة السبب وراء ذلك، يجب علينا التدقيق أكثر في مكونات هذه المشروبات، وهي المستويات المرتفعة من السكر والكافيين، إضافة إلى المكونات السرية الأخرى التي لا يعرفها الكثيرون، والتي تفاقم من حدة الآثار الجانبية .

فعندما يتعلق الأمر بالكافيين، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ويتناولون المنبهات أو العقاقير التي تحتوي على الكافيين، بتجنب تناول مشروبات الطاقة، وذلك بسبب أن العديد من الدراسات أظهرت أن مشروبات الطاقة يمكن أن تعمل على زيادة مستوى ضغط الدم وضربات القلب، إضافة إلى أنها تؤدي إلى تقليل كفاءة الأوعية الدموية، وهو ما يمكن أن يكون سيئا جدا بالنسبة لصحة القلب. ويعتبر استهلاك كميات كبيرة من الكافيين مرتبطا باضطرابات النوم وقلة التركيز والقلق والمشاكل الهضمية.

أما بالنسبة للسكر، فكلنا على علم أن سعراتها الحرارية يمكن أن تتسبب في زيادة الوزن، علاوة على أنها مرتبطة بمخاطر صحية مثل السكري وأمراض القلب، وهو ما يجعل مستوى ضغط الدم المرتفع بسبب الكافيين أمرا مقلقاً.

ماذا عن محتوياته الغامضة؟

وقد أشارت دراسة نشرت في العام 2017 بمجلة جمعية أمراض القلب الأمريكية إلى أن جسم الإنسان يتعامل مع الكافيين بشكل مختلف عندما يكون مختلطا مع المكونات الأخرى الموجودة بمشروبات الطاقة. أجريت الدراسة على مجموعتين، تناولت الأولى منها المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، فيما تناولت الأخرى مشروبات الطاقة، اكتشف الباحثون أن كلا المجموعتين ارتفعت لديهم مستويات ضغط الدم، ولكن المجموعة التي تناولت مشروبات الطاقة سجل لديهم ارتفاع في ضغط الدم استمر لأكثر من 6 ساعات مقارنة بالأخرى، وقد خلصت الدراسة إلى أن المكونات الإضافية التي تحويها مشروبات الطاقة هي المتسبب الرئيسي لذلك لكونها تتضمن بعض الأعشاب مثل الجينسينغ والحمض الأميني “تورين” الذي يزعم مروجوه أنه يعزز من طاقة الإنسان، والمستخرج أساسا من السائل المنوي للثيران.

الحلول والبدائل

فرضت دولة الإمارات العام الماضي ضريبة انتقائية بنسبة 100% على مشروبات الطاقة التي يتم تداولها في الأسواق، وذلك تماشيا مع عدد من المبادرات التي تم تبنيها دوليا. ففي الصين مثلا، خلصت دراسة أجراها بنك التنمية الآسيوي إلى أن الضريبة البالغة 20% على المشروبات المحلاة بالسكر أدت إلى تراجع معدلات زيادة الوزن بنسبة 3%، إضافة إلى تراجع انتشار السمنة. وفي خطوة إيجابية على الصعيد المحلي، منعت إمارة الشارقة بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون الـ 16 من العمر، فضلاً عن اعتبارها جريمة يحاسب عليها القانون إذا ما تم عرضها في متاجر المواد الغذائية.

ورغم كل ذلك، فإنه يجب علينا أن نكون مسؤولين عن صحتنا، حيث من الضروري جدا على الشخص أن ينال قسطا كافيا من النوم، وتناول الطعام الصحي وممارسة بعض التمارين الرياضية التي تعزز من مستويات الطاقة وتحسن المزاج.