الحالات التي نعالجها

فيروس الورم الحليمي البشري- عدوى فتاكة في طي الكتمان

من الممكن أن يصاب 80% من الأشخاص النشيطين جنسياً بعدوى الورم الحليمي البشري في مرحلة ما من حياتهم، وذلك وفقاً للجمعية الأمريكية للصحة الجنسية. وبما أن التحدث عن الأمور المتعلقة بالجنس يعتبر من المحظورات في مجتماعتنا الشرقية فغالباً ما تبقى هذه الأرقام طي الكتمان لترمى في سلة مهملات النسيان، إذ يعتقد الكثير أن الإصابة بهذا النوع من العدوى ما هو إلا نوع من المجون.

وانطلاقاً من هذه النقطة بات من الضروري جداً التحدث عن هذا النوع من العدوى ليس فقط لكونها فتاكة في بعض الأحيان بل لأنه يمكن الوقاية منها إذا ما اتخذت التدابير اللازمة ، ولحسن الحظ أصبحت اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري جزءاُ لا يتجزءا من برنامج التلقيح الوطني في دولة الامارات العربية المتحدة تماشياً مع المبادىء التوجيهية السائدة في بقية أنحاء العالم.

لماذا نقلق من فيروس الورم الحليمي؟

في بعض الحالات قد لا يعلم المصاب أنه يعاني من هذا الفيروس، حيث أن جهازه المناعي يعمل على التخلص من العدوى دون أن يترك أي آثار دائمة- ولكن قد لا يكون الأمر بهذه البساطة بالنسبة للآخرين.

تعد الثاليل التناسلية الناتجة عن فيروس الورم الحليمي التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أكثر أنواع العدوى شيوعاً في العالم. ويمكن أن يصاب بها الإناث والذكور على حد سواء. ورغم تصنيف عدوى فيروس الورم الحليمي تحت فئة العدوى قليلة المخاطر نظراً لاحتماليته الضئيلة في أن يسفر عن أضرار دائمة، إلا إنه غالباً ما يكون مصدر للإحراج والانزعاج.

ولسوء الحظ، لا تقتصر أعراض عدوى فيروس الورم الحليمي على الثآليل التناسلية فقط حيث أن 15 من سلالات هذه العدوى تعتبر سرطانية وتشكل بدورها أكثر من 5% من إجمالي الحالات التي تم تشخيص إصابتها بالسرطان حول العالم.

تعزى 27000 من حالات السرطان في الولايات المتحدة وحدها إلى إصابة أفرادها بفيروس الورم الحليمي البشري، وفي حين أن سرطان عنق الرحم يشكل نسبة الغالبية العظمى من السرطانات المنتشرة بين فئات المصابين بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، إلا أن الإصابة بهذا النوع من العدوى من شأنه مضاعفة خطر الإصابة بسرطان القضيب وسرطان الشرج وسرطان الحنجرة وسرطان الفم.

حيثيات عمل اللقاح

تتوفر القليل من اللقاحات لمختلف أنواع سلالات فيروس الورم الحليمي البشري، ويمكن إعطاء لقاح من نوع معين للذكور والإناث على حد سواء ابتداءا من سن التاسعة إلى سن الخامسة والأربعين. يتم إعطاء هذا النوع من اللقاح على ثلاث جرعات لفترة تتراوح بين 3-6 أشهر. وثمة لقاح مخصص لفئة الإناث إذ يتم إعطاءه بهدف الوقاية من السلالات المختلفة للفيروس. يمكن لطبيب الأسرة أن يصف اللقاح الأنسب لمختلف الحالات.

وفي حين أن هذا نوع من اللقاحات يعد اختياري ضمن البرنامج الوطني للقاحات في دولة الأمارات العربية المتحدة، إلا أن الغرض من إدراج هذه اللقاحات في البرنامج الوطني يكمن في نشر الوعي بين الفئات المجتمعية.وفي ذلك قال د.حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا أن الوزارة بصدد إطلاق حملة في الثاني من أكتوبر تهدف إلى نشر الوعي حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتتناول ماهيته بين أفرد المجتمع، كما تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة بين أفراد المجتمع عن هذا النوع من العدوى وعزل مفهوم التحدث عن المرض بشكل علني بعيداً عن العادات والتقاليد.

والخلاصة، تعد هذه اللقاحات إجراء وقائياً لمنع حدوث مضاعفات فيروس الورم الحليمي البشري أو لإنقاذ الأرواح من فتك هذه العدوى.