الحالات التي نعالجها

العلاج بالمغذي الوريدي : موضة أم ضرورة؟

يعتقد كثير من الناس أن العلاج بالمغذي الوريدي ما هو إلا منشط للبشرة قد لاقى رواجاً هائلاً بين المشاهير كأمثال عائلة كاردشيان التي لا تزال تتباهى بنتائح كافة أنواع العلاجات التجميلية والتكميلية التي تخضع لها في كل وقت وحين ، ناهيك عن الانتشار الواسع الذي تشهده العيادات غير الطبية والتي توفر هذا النوع من العلاج كما لو كان خيار على قائمة طعام في أحد المطاعم. وفي الحقيقة أنه يخفى على الكثيرين أنه قد يترتب على علاج المغذي الوريدي العديد من الآثار الجانبية إذا ما لم يتم الحصول عليه عند الحاجة أو تحت إشراف طبي مختص وبعد إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة

آلية عمل العلاج بالمغذي الوريدي

تتمثل أبرز فوائد العلاج المغذي الوريدي بكونه يحمل المكونات العلاجية الأساسية إلى مجرى الدم بشكل مباشر، بخلاف المكملات الغذائية والحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم، فضلاً عن كونه أكثر العلاجات آمناً من حيث السرعة التي تصل فيها المواد المحقونة كالمعادن والأحماض الأمينية و مكونات علاجية أخرى إلى الدم، مما يكفل نسبة امتصاص كاملة تصل إلى 100%، كما أنه يساعد على علاج اضطرابات المعدة وعسر امتصاص المكونات العلاجية والغذائية ومشاكل فقدان القدرة الجنسية.

تتضمن فوائد المغذي الوريدي كذلك اصلاح الخلايا وتسريع عملية التشافي واستعاضة النقص الغذائي، فضلاً عن معالجة العديد من المشاكل الصحية. كما يتوفر لدينا خيارات متنوعة من أنواع المغذي الوريدي لمعالجة مختلف المشاكل فمثلا نقوم بتخصيص نوع لعلاج الأمعاء ونوع يساعد على تصحيح الاستقلاب الخلوي ونوع آخر يعمل على تعزيز كفاءة المناعة، إذ أنه يتم تركيب هذه الأنواع وفقاً لاحتياجات كل حالة على حدة. ونوفر علاج الاستخلاب لإزالة المعادن الثقيلة من الجسم وهو ما يعد أمراً أسياسيا. وقد كشف دراسات حديثة عن فعالية العلاج بالمغذي الوريدي في علاج أمراض القلب وداء السكري

دائما ما تساورني مخاوف حيال إقدام المريض على تشخيص نفسه لاعتماد العلاج الذي يرتأيه الأنسب، فذلك يقلل من فعالية العلاج أيا كان، لذا يتوجب التوجه إلى الطبيب المعالج لتلقي العلاج بالمغذي الوريدي بفعالية عالية وبدقة متناهية. فعندما يقصدني المريض على سبيل المثال، أجري دراسة عميقة حول تاريخه الطبي والأدوية التي يتناولوها والتي قد تتعارض بشكل أو بآخر مع مكونات المغذي الوريدي، كما أحرص على إجراء فحوصات الدم قبل مباشرة العلاج لدواعي وقائية. وفي حال اقتضى الوضع الصحي للمريض أن يحقن بجرع عالية من فيتامين سي ، فإنني ألجأ عادة لإجراء فحص نقص الإنزيم الأساسي في المسار الإستقلابي الذي يعمل على تزويد الخلايا بالطاقة ويعرف بـ نازعة الهيدروجين جلوكوز 6 فوسفات ويعرف اختصاراً ب G6PDإذ أن الجرعة غير المناسبة قد تؤثر سلباً على وظائف كريات الدم الحمراء، وقد أوصي بإجراء فحص وظائف الكلى خاصة إذا ما كان المريض بصدد الخضوع لإجراء إزالة المعادن الثقيلة من الجسم أو ما يعرف بالاستخلاب.

وأوصي كذلك باعتماد العلاج بالمغذي الوريدي للمرضى الذين يعانون من داء السكري أو أمراض القلب أوتصلب الشرايين أو فرط ضغط الدم أو الإرهاق المزمن أوتساقط الشعر أو تليف الكبد، وكذلك لأولئك الذين خضعوا لجراحة علاج البدانة سواء عن طريق ربط المعدة أو تحويل مسارها لألا يعانون من التجفاف ونقص الفيتامينات في وقت لاحق، إذ يلعب هذا النوع من العلاج دور بارز في استعاضة السوائل والمعادن التي يمكن فقدانها خلال جراحة علاج البدانة أو بعدها. وأشدد على أهيمة التأكد من مصداقية العيادة قبل تلقي العلاج بالمغذي الوريدي حيث ان الوضع الخاطىء للمغذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات يتمثل أبرزها بالارتشاح أو ما يعرف بترسب مادة شبه نشوية في الأنسجة المريضة، ليليها بعد ذلك الورم الدموي والصمة الهوائية التي تنطوي على دخول الهواء إلى الأوردة.

وأخيراً، قد يكون المغذي الوريدي العلاج الأنسب للكثير من الحالات المرضية، إلا أن العلاج الوريدي المخصص لكل حالة على حدة هو الأمثل دائماً لما يحويه من فوائد جمة ، وبالرغم من أنه هذا النوع من العلاج يلاقي رواجاً هائلا في كثير من الأوساط، إلا أنه ليس بحجة نتذرع بها لنتبنى أسوأ العادات الغذائية واعتماد نمط حياة خامل ثم اللجوء للمغذي الوريدي لنقي به أنفسنا من خطر الأمراض.

أدخل معلوماتك و سنتصل بك